أشهر و مناسبات
الزمان و المكان خلق من خلق الله،كرمهما واصطفى بعضهم على بعض، وجعل منهما علامات على الشعائر ، فكما أن بعض العبادات لا تصح إلا في أماكن مخصوصة: كالطواف حول الكعبة، والسعي بين الصفا والمروة، والوقوف بعرفات، ورمي الجمار، والمبيت بمنا والمزدلفة، كذلك خص الله أزمنة لعبادات بعينها: ففرض صيام شهر رمضان، وخص نحر الأضحية في أيام محددة، وحدد الوقوف بعرفة في يوم معين، وكذلك خص أماكن وأوقات بثواب زائد للعمل الصالح فيها: فالصلاة في المسجد تفوق الصلاة خارجه، والصلاة في الحرم المكي والمدني والقدسي تفوق الصلاة فيما سواهم من المساجد، والأشهر الحرم لها حرمة وأحكام مخصوصة، كذلك الحرمين المكي والمدني. ولعل مراعاة تلك المناسبات واستشعار مافيها من نفحات وتجليات لها أكبر الأثر في تكوين شخصية المسلم.
سمي ربيعا الأنور حيث أشرقت فيه شمس الهدى وولد فيه النور ساطعا على العالمين، وكان موافقا وقت مولده صلى الله عليه و سلم وقت الربيع، فهو أجمل الكائنات ومقدمه للدنيا كان في أجمل الفصول وأحب أرض الله إليه. واحتفالنا بهذا الشهر هو احتفال بحبيبنا الذى شرفنا فيه، كما أننا نحتفل بميلاده كل يوم اثنين كما علمنا هو عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
شهر عظمه الله، وعظم فيه ثواب الطاعات و ضاعف فيه وزر المخالفات ، اعتاد الناس فيه على أداء العمرة إذ يتوسط السنة بين الحج والحج ، فيه حدثت معجزة كان لها عظيم الأثر في الدعوة الإسلامية ألا وهي الإسراء والمعراج، لذا فمن المناسب أن نتذكر فيه قطعة غالية علينا من أرضنا ألا وهي بيت المقدس.
شهر جليل بين شهرين جليلين: رجب ورمضان، لذا يغفل عنه كثير من الناس، خصه الله برفع أعمال العباد فيه، كما خصة بتحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام، فكان ذلك الحدث علامة لها بالغ الأثر في مستقبل الدعوة الإسلامية. كما يمكن أن يعتبره المسلم بمثابة تدريب روحي وتنشيط بدني قبل رمضان
فضله الله على سائر الشهور، فأنزل فيه الروح الأمين بكتبه على من اصطفاه من رسله، وفرض صيام نهاره، وسن قيام ليله، وتوجه بليلة القدر التي هي خير من ألف شهر. لذلك وجب على كل مسلم واع أن يغتنم أيامه ولياليه فيما يرضي الله، فهو عز وجل يحب للعبد أن يتعرض لنفحاته و يستشعر جلال وجمال هذا الشهر العظيم، وما يتبعه من شعائر، كعيد الفطر وزكاته.
الحج هو الركن المتمم للإسلام، حفه الله بالصعوبات والعوائق كي يعظم الأجر لعباده، وكرم الأيام التي تسبقه وفضلها على سائر العام إجلالا لتلك الشعيرة، ولعل الحكمة من ذلك أن يسع الزمان المشرف كل المسلمين تسلية لهم عن المكان المشرف الذي قد لا يتسع لأغلبهم، فيحج كل المسلمين بالقلوب وينوب عنهم بعضهم بالأبدان، فالكل فيه ضيوف الرحمن .