الفقة
الفقه هو العلم المختص بفهم أحكام الشريعة الإسلامية و استخراجها من أدلتها الشرعية، إذ يتعين على المسلم تعلم كيفية أداء العبادات لتكون صحيحة ومقبولة عند الله تعالى، ومعرفة كيفية إجراء المعاملات كي تكون نافعة للناس و موافقة لأحكام الشرع، فمثلا لا تصح الصلاة بغير وضوء، ولا تصح إلا باكتمال أركانها، والصوم الصحيح له شروط حتى يكون مقبولا، والزكاة تجب في أموال مخصوصة بمقادير مخصوصة، وما إلى ذلك من أحكام تفصيلية استخرجها الأئمة المجتهدون من القرآن و السنة والأدلة الأخرى، وهذه محاولة متواضعة لجمع الأحكام الأساسية الواجب على المسلم الإلمام بها حتى يصحح عباداته ومعاملاته بين الناس، بالإضافة إلى تقدمة مختصرة عن كيفية ظهور هذا العلم ومراحل تكونه و ظهور المذاهب وبعض المصطلحات الأساسية لفهم هذا العلم.
قبل أن نشرع في التعرف على الأحكام الفقهية التفصيلية، رأينا أن نبدأ بالتعرف على علم الفقه إجمالا، تعريفه و مراحل تكونه، وأشهر المصطلحات المرتبطة به، ونشأة المذاهب الفقهية وسبب اختلافها وكيفية التعامل مع هذا الاختلاف، ومعنى الاجتهاد، والقواعد الكلية التي تحكم المجتهد.
الإسلام دين النظافة، والسنة النبوية الشريفة مليئة بالأحكام والآداب التي تحض على تنظيف الأعيان والأبدان من الأدران المادية، كما دعت إلى تطهير الأنفس والقلوب من الأدران المعنوية، فما هي النجاسات الواجب تنقية البدن والثياب منها؟ وما هي كيفية ذلك؟ وما إلى ذلك من أحكام الطهارة.
الصلاة عماد الدين، وهي أول ما يحاسب عليه العبد، وهي أكثر العبادات تكرارا في حياة المسلم، فما هي أحكامها؟ شروطها وأركانها، وكيف تؤدى في جماعة؟ وأحكام السهو فيها، وبعض أحكام الصلوات المخصوصة، كالصلاة في السفر، وصلاة العيدين و صلاة الجماعة … الخ.
كل عمل ابن آدم له، إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ، كثيرا ما يتساءل الناس عن أحكام الصيام، ومتى يفسد، ومتى يقضى، ومتى يسن، ومتى يكره، وعن وجوب الكفارات، وغير ذلك من الأمور المتعلقة بشهر رمضان وفضله، والعبادات المحببة فيه كصلاة التراويح والاعتكاف.
الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام، غير أن الكثير من الناس لا يهتم بمعرفة أحكامها، على من تجب؟ وفيم؟ ومتى؟ ويكتفون بمجرد التصدق من حين لآخر بلا نية محددة أو مقدار محسوب، و هذا قد يكون غير كاف في كثير من الأحوال لإسقاط تلك الفريضة الأساسية عن كثير من المسلمين.
الحج هو الركن الخامس والمتمم للدين، ففيه تجتمع كل أركانه من توحيد، وصلاة (بالطواف)، وزكاة (بالنفقة والهدي والكفارات)، وصيام (بالتبتل والكفارات) ، به تكفر ذنوب العبد ، وفيه تتجلى مظاهر الخضوع والتذلل لله، فشعاره لبيك اللهم؛ أي أتيتك يا الله طائعا منيبا مشتاقا مرة بعد مرة
الزواج عقد اجتماعي و عرف قديم درج عليه الناس، لكنه في المقام الأول عقد شرعي وعبادة نتقرب بها إلى الله تعالى، حيثما أديت بشروطها و روعيت آدابها باتت سبيلا لرضا الله وعونا لإعمار الأرض وصلاح المجتمع، لذا تعين على كل راغب في الزواج التعرف على أحكامه و آدابه حتى تصح عبادته وتصلح دنياه،
من بالغ الحكمة وعميم اللطف أن وضع الله هذه الأحكام على نظام دقيق يتعجب منه كل ذي عقل راجح ، فهو وحده أعلم كيف تؤلف القلوب، ومن يكون أكثر نفعا للميت بعد وفاته ، إذ أن المال مال الله، فلصاحبه الحق في توجيه إنفاقه حيا بما لا يضر ورثته، أما حقهم في ماله بعد وفاته فيكون بأمر الله.
لقد كرم ألله المسلم تكريمًا حيث عصم دمه وعرضه وماله، وجعل حرمته تفوق حرمة الكعبة، وذلك ليس فقط حال شبابه وقوته، بل كذلك في حال ضعفه ومرضه، و أثناء احتضاره، وبعد موته، فالمسلم روحه مكرمة وكذلك جسده، و لذلك أجزل الثواب لعيادة المريض، وفرض تغسيل الميت وتكغينه والصلاة عليه قبل دفنه .