الحج و العمرة

الحج هو الركن الخامس والمتمم للدين، ففيه تجتمع كل أركانه من توحيد، وصلاة(بالطواف)، وزكاة(بالنفقة والهدي والكفارات)، وصيام(بالتبتل والكفارات) .
به تكفر ذنوب العبد مهما بلغت بشرط الإخلاص فيه وتجنب الرفث والفسوق ، وفيه تتجلى مظاهر الخضوع والتذلل لله، فشعاره لبيك اللهم؛ أي أتيتك يا الله طائعا منيبا مشتاقا مرة بعد مرة، وشعائره مناسك تظهر طاعة العبد لأمر مولاه، ورموز لحقائق تكشفها بصائر من اصطفاه.
وضع الله البيت في الأرض ليقصده كل مشتاق أو مضطر أو لائذ، ووعد سدنته بأجر غير معلوم، إذ هو الكريم، فكيف به لمن يكرمون ضيوفة!
ومن حكمة الله أن جعل سرا للقلوب المحبة التي نهلت من الجلال بمناسك الحج، لا يكتمل إلا بفيض الجمال من مناسك الحب، بزيارة حبيبها وإبلاغه سلام المشتاقين ، والتزود من نفحات تلك الأرض المبارك نسيمها وترابها بسكنى سيد الخلق ، وبدعائه لأهلها ولمن والاهم.
فما أجلها من رحلة، وما أحلاها من نفحات!