الحج هو الركن المتمم للإسلام، حفه الله بالصعوبات والعوائق كي يعظم الأجر لعباده، وكرم الأيام التي تسبقه وفضلها على سائر العام إجلالا لتلك الشعيرة، ولعل الحكمة من ذلك أن يسع الزمان المشرف كل المسلمين تسلية لهم عن المكان المشرف الذي قد لا يتسع لأغلبهم، فيحج كل المسلمين بالقلوب وينوب عنهم بعضهم بالأبدان، فالكل فيه ضيوف الرحمن .
فضله الله على سائر الشهور، فأنزل فيه الروح الأمين بكتبه على من اصطفاه من رسله، وفرض صيام نهاره، وسن قيام ليله، وتوجه بليلة القدر التي هي خير من ألف شهر. لذلك وجب على كل مسلم واع أن يغتنم أيامه ولياليه فيما يرضي الله، فهو عز وجل يحب للعبد أن يتعرض لنفحاته و يستشعر جلال وجمال هذا الشهر العظيم، وما يتبعه من شعائر، كعيد الفطر وزكاته.
شهر جليل بين شهرين جليلين: رجب ورمضان، لذا يغفل عنه كثير من الناس، خصه الله برفع أعمال العباد فيه، كما خصة بتحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام، فكان ذلك الحدث علامة لها بالغ الأثر في مستقبل الدعوة الإسلامية. كما يمكن أن يعتبره المسلم بمثابة تدريب روحي وتنشيط بدني قبل رمضان
شهر عظمه الله، وعظم فيه ثواب الطاعات و ضاعف فيه وزر المخالفات ، اعتاد الناس فيه على أداء العمرة إذ يتوسط السنة بين الحج والحج ، فيه حدثت معجزة كان لها عظيم الأثر في الدعوة الإسلامية ألا وهي الإسراء والمعراج، لذا فمن المناسب أن نتذكر فيه قطعة غالية علينا من أرضنا ألا وهي بيت المقدس.
سمي ربيعا الأنور حيث أشرقت فيه شمس الهدى وولد فيه النور ساطعا على العالمين، وكان موافقا وقت مولده صلى الله عليه و سلم وقت الربيع، فهو أجمل الكائنات ومقدمه للدنيا كان في أجمل الفصول وأحب أرض الله إليه. واحتفالنا بهذا الشهر هو احتفال بحبيبنا الذى شرفنا فيه، كما أننا نحتفل بميلاده كل يوم اثنين كما علمنا هو عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.